صوّب

فلنفترض جدلاً أن شركةً ما أرادت تصنيع روبوت -إنسان آلي- يقوم بلعب الكرة في منطقة الهجوم ..
وعندما جمعت مجموعة من الخبراء واللاعبين وجدت أن عليها أن تبرمج هذا الروبوت على أشياء كثيرة ..

الركض الصحيح ..
التوقفات المفاجِئة ..
العودة السريعة ..
استغلال الخانات الصعبة ..
التهيؤ مع الأجواء الممطرة والرطبة والجافة ..
تفادي التصادمات مع الخصم ..
وووو
وأكبر وأصعب من ذلك .. التفاعل مع التقدم .. والجمهور .. والمدرب .. واللاعبين ..
واااو .. إنه أمرٌ معقد فعلاً ..
لا أظنهم سينجحون بالقيام بذلك .. قريباً على أية حال ..

ولكن ما أعلمه وما شاهدته وشاهده الكثيرين ..
أن الكثير من أبطال العالم بل وحتى الأبطال المحليين في لعبة كرة القدم مثلاً يتهيؤون مع كل هذا وأكثر ..

ما الفرق !
أنهم وجهوا عقولهم أن تحرز هدفاً ..
وانصاعت بقية الجوارح لهذا الأمر ..
وتهيّأت تماماً مع كل العوامل المؤثرة ..
وأحرزت هدفاً جميلاً !

الفكرة كذلك ..
إذا حفّزت عقلك ووجهته أن يجد الفكرة .. فسيجدها !
وإذا أخذت تفكر في ما قبل إيجاد الفكرة .. فلن تجدها إلا بعد ما يصنعون ذلك الروبوت !

دعني أعطيك مثالاً آخر :

نشرت مجلة "ريسيرتش كوارترلي"دراسة أوضحت كيف أن التدرب على الرميات الحرة في كرة السلة في مخيلتك يمكن أن يؤثر في أدائك الفعلي ..

قامت المجموعة الأولى من الطلاب بالتدرب الفعلي على قذف الرميات الحرة يومياً ولمدة عشرين يوماً ، وقد سُجلت الأهداف التي حققها كل طالب في أول وآخر يوم ..

وسجلت أهداف كل طالب في المجموعة الثانية في أول وآخر يوم ؛ ولكنهم لم يقوموا بأي تدريب ..

قام طلاب المجموعة الثالثة يومياً بتخيل أنهم يقذفون الرميات الحرة وذلك لمدة عشرين يوماً .. وقد كانوا يصححون أخطاءهم في مخيلتهم ، وسجلت نتائجهم الفعلية في أول وآخر يوم أيضاً ..

النتيجة:
حسّن طلاب المجموعة الأولى -أولئك الذين تدربوا فعلياً- أداءهم بنسبة 24% ..

ولم يظهر طلاب المجموعة الثانية -أولئك الذين لم يفعلوا شيئاً- أي تحسّن ..

وحسّن طلاب المجموعة الثالثة -أولئك الذين تدربوا في مخيلتهم أداءهم بنسبة 23% !

عجيب ! أليس كذلك !

إذا كان عقلك يستطيع أن يتحكم بالطريقة التي يتصرّف فيها جسدك ويقوم بإحراز هدف في كرة القدم .. ويستطيع أن يحسّن أداءك بالتفكير في رمي كرة السلّة وكيف ترميها ..
فإنه -حتماً- سيتحكم في نفسه ويخرج لك أفكاراً عظيمة ..
فقط إذا أردت أنت ذلك ..

لا تتخيل أنك ستجد الفكرة ..
تخيل أنك وجدتها فعلاً ..
تخيل أنه قد تم تكريمك وشكرك ومكافأتك لإيجادها ..

وستحصل على ذلك كله.